-A +A
سعد سعود البحيثي (المدينة المنورة)
مشكلة شح المياه في عدد من الأحياء السكنية بالمدينة المنورة يبدو أنها ليست جديدة، إذ أن عددا كبيرا من سكان هذه الأحياء يؤكدون أن عمرها 10 سنوات، دون أن يجدوا حلولا على أرض الواقع، فيما ارتفع سعر الصهريج الواحد ليصل إلى 300 ريال، ما يعني عدم قدرة العديد من ذوي الدخل المحدود الحصول على شربة ماء، حيث عبر بعضهم عن معاناتهم بأن المياه تصلهم بالقطارة فكيف يوفرون سبل العيش لعائلاتهم وأطفالهم.

ويبدي سكان 3 أحياء بالمدينة المنورة (العزيزية وأبومرخة والظاهرة) ضجرهم من شح المياه، لدرجة أدت إلى هجرتهم إلى أحياء أخرى بحثا عن أبسط مقومات الحياة، فيما اضطر عدد كبير منهم لشراء المياه المعلبة من السوبر ماركات وتوصيلها للبيوت ومن ثم العودة للاصطفاف في طوابير الانتظار، بعد شعورهم أن انقطاع المياه مستمر دون وجود أفق قريب لحل هذه الأزمة.
في البدء يتحدث أحمد العوفي من سكان العزيزية - أحد الشبان الصغار المنتظرين في الطابور أمام شيب العزيزية للمياه - عن معاناته اليومية فيقول إنه يضطر كل يوم للذهاب للشيب والوقوف في الطابور من الفجر حتى نهاية اليوم ولا يجد رقما، مضيفا: أصبح الأمر مرهقا جدا، ولا أعرف سببا لانقطاع المياه عن الحي.
ويرى خالد العمري من سكان حي أبومرخة أن المشكلة في الأزمة تكمن في صمت المصلحة العامة للمياه وعدم توضيح الحقائق حول هذا الانقطاع المتكرر، فيما يقول محمد محسن الحجوري من سكان العزيزية «منذ الصباح وأنا أنتظر الحصول على رقم ولكني تفاجأت بوجود الواسطة إذا كنت تعرف صاحب الصهريج تتصل عليه ويأتي للمنزل دون أن تضطر للمجيء للشيب، وسعر الصهريج 180-250 ريالا»، ويضيف قائلا: «لا أتوقع أن تحل هذه المشكلة».
ويقول عبدالله الزهراني من حي الظاهرة: «تنقطع المياه أحيانا في منزلنا رغم أننا نملك خزانا كبيرا يستوعب 4 صهاريج تقريبا، فيما بعض العمائر تكون لديها خزانات صغيرة ولقد شاهدت تردد صهاريج المياه على هذه العمائر وأرجو من المسؤول أن يبين لنا أسباب هذا الانقطاع، وإذا انقطعت المياه عنا فإننا نراجع مصلحة المياه وننتظر 4 ساعات للحصول على صهريج ماء، وهذا الانقطاع ليس مستغربا، خصوصا في بداية رمضان من كل عام نرى انقطاعات وشحا في المياه».
ويقول عبدالله الصاعدي من سكان حي الدويمة «تنقطع المياه عن المنزل 3 مرات في الأسبوع ولقد قمنا بمراجعة مصلحة المياه وقدموا لنا الوعود بإنهاء هذه المشكلة وإلى الآن لم نر أي حل على أرض الواقع، سوى ارتفاع أسعار الصهاريج التي تبدأ من 110 ريالات دون حد أقصى، علما أن هذا الحال مستمر منذ سنتين تقريبا».
ويضيف محمد عيد الترجمي من سكان حي الجبور «عندنا انقطاعات في المياه 5 أيام في الأسبوع وبعض الأوقات تتوفر المياه أسبوعا ومن ثم تنقطع بنفس المدة وقد قمنا بالذهاب إلى المصلحة العامة للمياه ولقد وعدونا بفك المحبس الواقع بالحي للسماح بتدفق المياه لنا بتاريخ 1/6/1436هـ وحتى الآن لم نر شيئا ولقد أتت شركة الصيانة وقامت بغلق المحبس وقالوا لنا لكم فقط 3 أيام في الأسبوع ولنا على هذا الحال أكثر من 5 سنوات ولم نر حلا لمشكلتنا، ونعاني من ارتفاع في أسعار صهاريج المياه، فصهريج الماء الصغير بـ100 ريال والكبير بـ200 ريال، ونتمنى منهم حلا جذريا.
ويؤكد علي سالم الجهني من حي الظاهرة كلام سابقه مشيرا إلى أن انقطاع المياه يحصل يومي الاثنين والجمعة بسبب إقفال العين الزرقاء، حيث نضطر لشراء المياه بما لا يقل عن 200 ريال، وعند مراجعتنا للشركة للحصول على رقم لا نحصل على المياه سوى بعد طول انتظار، لافتا إلى أن هذه المشكلة عمرها 10 سنوات.
ويشرح عابد الترجمي أحد سكان حي المغيسلة قائلا: «نعاني من انقطاع المياه في الحي كله وكذلك مسجد علي الهرساني الذي يعد من أكبر المساجد في الحي ويستقبل عددا كبيرا من المصلين»، ويوضح حسين العمري وراشد دخيل الله الصاعدي من سكان حي صديق رزق باب العنبرية أن انقطاع المياه يحدث بشكل مستمر وبمعدل 2-3 مرات في الأسبوع، وتعلل الشركة ذلك بأعمال الصيانة، ولقد اعتدنا على شراء المياه بأسعار غالية جدا تصل إلى 300 ريال. ونطالب المصلحة العامة للمياه بحل هذه المشكلة من جذورها.
من جهته أوضح لـ(عكاظ) مدير عام المياه بمنطقة المدينة المنورة المهندس صالح جبلاوي أن السبب الرئيسي لمشكلة نقص المياه بالمدينة المنورة خلال الفترة الماضية هو أعمال الصيانة التي تشهدها محطة تحلية المياه والتي بدأت في 19 ربيع الأول الماضي وتواصلت على مدى (14) أسبوعا ونتج عنها تخفيض كميات المياه الواردة للمدينة المنورة. وأكد في مؤتمر صحفي عودة المياه المحلاة بصورة تدريجية خلال الأيام القادمة حتى الوصول إلى المعدل الطبيعي لكميات المياه المخصصة للمدينة وذلك مع قرب الانتهاء من أعمال الصيانة الجارية حاليا بوحدات التحلية في محافظة ينبع، مشيرا إلى أن الضرر الذي لحق بتلك الأحياء إما لارتفاع تلك الأحياء أو وقوعها على أطراف الشبكة، أو في بعض الأحياء الشعبية التي لا يوجد في منازلها خزانات أرضية أو وجود خزانات صغيرة.